كيفية الغسل من الحيض و النفاس
الطهارة الكبرى للمرأة أو الغسل من الحيض و النفاس و الجنابة، واجبة بالكتاب و السنة مصداقا لقوله تعالى في سورة المائدة الآية 6 : (وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا)، و في سورة البقرة الآية 222: (فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ)، و قد أمر الرسول صلى الله عليه و سلم الحائض و النفساء بالغسل حال انتهاء مدة الحيض و النفاس؛ فما هو إذن تعريف الغسل؟ و متى تطهر المرأة من دم الحيض و النفاس؟ و ما هي صفة الغسل من الحيض و النفاس؟ فتابعوا معنا.
محتويات الموضوع:
- متى يجب الغسل من الحيض و النفاس
- طريقة الغسل من الحيض والنفاس
تعريف الغسل
في المفهوم اللغوي، يُعرّف الغسل بأنه عملية النظافة والتخلص من الأوساخ، واستخدام الماء لغسل الجسم. أما من الناحية الشرعية، فإن الغسل هو تعميم ظاهر الجسد بالماء مع الدلك لتحقيق الطهارة، وذلك باتباع شروط وأركان محددة. يعد الغسل أمرًا مشروعًا في الإسلام، مأخوذ من الكتاب والسنة، حيث قال الله تعالى: "وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ" سورة البقرة الآية 222، والغسل يمكن أن يكون واجبًا أو مستحبًا. الغسل الواجب يكون ملزمًا في خمسة حالات معينة، وهي:
1. بعد انقطاع الحيض أو النفاس.
2. بعد الإنزال بشهوة سواء في اليقظة أو أثناء النوم، سواء كان ذلك للرجل أو للمرأة.
3. بعد الجماع.
4. عند دخول الكافر إلى دين الإسلام.
5. عند وفاة المسلم، حيث يتم غسله باتفاق العلماء.
أما الغسل المستحب، فيتم في عدة مناسبات، منها: يوم الجمعة، حيث يلتقي المسلمون لأداء الصلاة والعبادة، وأيضًا في أيام عيد الفطر والأضحى. ويستحب الغسل أيضًا للشخص الذي يغسل الميت، وعند الإحرام لأداء مناسك الحج، وعند وصول الفرد إلى مكة المكرمة، وأيضًا عند الوقوف بعرفات أثناء فريضة الحج.
متى يجب الغسل من الحيض و النفاس
متى يجب الاغتسال من الحيض
يجب الغسل من الحيض للمرأة بإحدى العلامتين وهما الجفوف و القصة البيضاء، و المقصود بالجفوف هو جفاف الدم و انقطاعه، بحيث تقوم المرأة بوضع قطن أو خرقة في الموضع فإن خرجت نظيفة و غير ملوثة بدم أو صفرة فتكون جافة، أما القصة البيضاء فهي عبارة عن ماء أبيض لزج يخرج من فرج المرأة حال إنتهاء دورتها الشهرية؛ فإن رأت المرأة إحدى هاتين العلامتين وجب عليها الغسل.
متى يجب الاغتسال من النفاس
يجب الغسل من النفاس للمرأة النافس إذا بلغت أربعين يوما، و يجوز لها الغسل قبل ذلك إن طهرت، فحد غسل النفاس ليس له أقلية و نهايته بأربعين يوما، و حتى إن استمر الدم بعد الأربعين فهو يعتبر دم فاسد و ليس دم نفاس، و بالتالي تعتبر طاهر شرعا وعليها أن تغتسل وتُصلي وتصوم وتحلّ لزوجها.
طريقة الغسل من الحيض والنفاس
الغسل من دم الحيض و النفاس و الجنابة للمرأة هو واحد، بحيث تبدأ المرأة بالنية ثم تعميم كامل الجسد بالماء مع الدلك و الموالاة و تخليل الشعر، و هذه الطريقة في الغسل تسمى بالغسل المجزئ، أما الغسل الكامل فهو يجمع بين فرائض الغسل و سننه، و فيما يلي طريقة الغسل الكامل بالترتيب:
1. النية: وتكون بأن تنوي المرأة رفع الحدث الأكبر سواء كان دم حيض أو نفاس أو جنابة، و النية محلها القلب و لا يشترط التلفظ بها.
2. التسمية: و ذلك بقول "بسم الله الرحمن الرحيم".
3. الاستنجاء: بإزالة النجاسة و الأذى عن المخرجين.
4. غسل اليدين ثلاث مرات.
5. التوضأ وضوء الصلاة: و يستحب تأخير غسل الرجلين إلى آخر الغسل.
6. إفاضة الماء على الرأس ثلاث مرات: مع جمع شعر الرأس و تخليله بالأصابع ليدخل الماء لأصول الشعر، و لا ضرر في ترك الضفائر، و هنالك من يذهب بالقول على أنه في غسل النفاس يجب على المرأة فك ضفائرها.
7. إفاضة الماء على كامل البدن: تبدأ من الأعلى بالشق الأيمن ثم على الشق الأيسر، مع مصاحبة صب الماء بالدلك حتى يتحقق تعميم جسد بالماء، وبما أن بعض مواضع الجسد قد لا يصلها الماء، فإنه يجب على المغتسلة أن تعاودها بالماء حتى يتحقق وصول الماء إليها مثل باطن السرة، وتحت الحلق، وتحت الإبطين، وباطن الفخذين، وتحت الركبتين، وأسافل الرجلين.
8. غسل الرجلين الى الكعبين ثلاث مرات: هذا إن كانت المغتسلة أخرت غسل رجليها أثناء الوضوء.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اغْتَسَلَ من الجَنَابَة غَسَل يديه، ثُمَّ تَوَضَّأ وُضُوءَه للصَّلاة، ثمَّ اغْتَسَل، ثُمَّ يُخَلِّلُ بِيَدَيه شعره، حتى إِذَا ظَنَّ أنَّه قد أَرْوَى بَشَرَتَهُ، أَفَاض عليه الماء ثَلاثَ مرَّات، ثمَّ غَسَل سائر جسده) حديث صحيح.
أهمية الطهارة من الحدث:
تكتسي الطهارة في الإسلام مكانة جد رفيعة، فهي جزء لا يتجزء من الإيمان، كما أن الطهارة تعتبر الأساس الذي تقوم عليه جل العبادات، وما قرنها الله بالعبادة إلا ليكون المسلم حريصا عليها في كل أحواله، قال عز و جل في سورة البقرة الآية 222: ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ ٱلْمُتَطَهِّرِينَ﴾ و في سورة المائدة الآية 6: ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ فَٱغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى ٱلْمَرَافِقِ وَٱمْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى ٱلْكَعْبَيْنِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَٱطَّهَّرُوا وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰٓ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَآءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ ٱلْغَآئِطِ أَوْ لَٰمَسْتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَآءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَٱمْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍۢ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُۥ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾، فعلى كل مسلم عاقل بالغ أراد الصلاة التطهر، فالطهارة شرط من شروط صحة الصلاة، وكذلك شرط لكثير من العبادات الأخرى كالطواف و لمس المصحف.
و تنقسم الطهارة إلى قسمين، طهارة معنوية و طهارة حسية:
- الطهارة المعنوية: وهي طهارة القلب و اللسان و النفس و سائر الجوارح من الذنوب والمعاصي و من الشرك بالله تعالى، و ذلك بالالتزام بالاستغفار و الأعمال الصالحة والعبادات المفروضة، وتعتبر الطهارة المعنوية مكملة للطهارة الحسية، حيث لا تقبل طهارة الجسد و النفس غير طاهرة.
- الطهارة الحسية: وهي طهارة الجسم من النجس والأحداث عن طريق الطهارة المائية (الوضوء و الغسل) أو عن طريق الطهارة الترابية (التيمم).
و مما يدل على أهمية الطهارة في الإسلام و عظيم شأنها هو وصفه صلى الله عليه و سلم للطهارة بأنها شطر الإيمان، فعن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن – أو تملأ – ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها» حديث صحيح أخرجه مسلم.
شاهد أيضا:
- كيفية الوضوء الصحيح بالترتيب
- الطهارة في الإسلام: أنواعها و مقاصدها
- الزواج في الإسلام: تعريفه، حكمه و شروطه
و بهذا متابعي و زوار موقع المفيد نكون قد وصلنا لختام موضوعنا هذا، و الذي خصصناه لكيفية الغسل من الحيض والنفاس، نتمنى أن يكون الموضوع قد نال إعجابكم، فلا تبخلوا علينا بمشاركته مع أصدقائكم لتعم الإفادة.
0 تعليقات