أسماء الله الحسنى و أهميتها في ترسيخ الإيمان
تستأثر أسماء الله الحسنى بمكانة عظيمة في الدين الإسلامي، فقد ذكرت أسماء الله الحسنى بإسمها "الأسماء الحسنى" في أكثر من موضع في القرآن الكريم، قال عز و جل في سورة الأعراف الآية 180: ﴿ وَلِلَّهِ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ فَٱدْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا ٱلَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِىٓ أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾؛ و عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا، مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَإِنَّ اللهَ وِتْرٌ، يُحِبُّ الْوِتْرَ» [ حديث صحيح رواه البخاري ومسلم]؛ فما هي أسماء الله الحسنى؟ و ما هي أهميتها في ترسيخ الإيمان؟ و ما هو أثرها على سلوك الفرد والمجتمع؟ فتابعوا معنا.
محتويات الموضوع:
- أهمية معرفة أسماء الله الحسنى في ترسيخ الإيمان
- أثر معرفة أسماء الله الحسنى على سلوك الفرد والمجتمع
تعريف أسماء الله الحسنى
أسماء الله الحسنى هي أسماء سمى الله بها نفسه في كتابه أو على لسان أحد من رُسُله أو استأثر الله بها في علم الغيب عنده لا يُشبه ولا يماثله فيها أحد، وهي حسنى يراد منها قصر كمال الحسن في أسماء الله لا يعلمها كاملة وافية إلا الله.
أسماء الله الحسنى وتفسيرها
أسماء الله الحسنى تسعة وتسعون اسمًا و هي:
1. الله: هو الاسم الدال على الذات الجامعة لصفات الألوهية.
2. الرّحمن: واسع الرحمة في خلقه مؤمنهم وكافرهم.
3. الرّحيم: المعطي من الثواب أضعاف العمل.
4. الملك: المتصرّف في ملكه كما يشاء.
5. القدوس: المنزه عن كل وصف يدركه حسٌ أو خيال.
6. السلام: السالم من العيوب والنقائص والناشر سلامته على خلقه.
7. المؤمن: المصدق نفسه وكتبه ورسله فيما يقولونه عنه.
8. المهيمن: المسيطر على كل شيء بكماله وقوته.
9. العزيز: الغالب الذي لا نظير له.
10. الجبار: المنفذ مشيئته على سبيل الإجبار والجبر.
11. المتكبّر: المتفرد بصفات العظمة والكبرياء.
12. الخالق: المبدع لخلقه بإرادته.
13. البارئ: المميِّز لخلقه بالصور المختلفة.
14. المصوّر: الذي أعطى لكل خلق صورة خاصة.
15. الغفّار: الذي يستر القبيح في الدنيا ويتجاوز عنه في الآخرة.
16. القهّار: الذي يقهر الجبابرة.
17. الوهّاب: المتفضّل بالعطايا.
18. الرّزاق: خالق الأرزاق والمتكفّل بإيصالها إلى خلقه.
19. الفتاح: الذي يفتح خزائن رحمته لعباده.
20. العليم: المحيط علمه بكل شيء.
21. القابض: قابض يده عمن يشاء.
22. الباسط: بأسراره ورزقه على من يشاء.
23. الخافض: الذي يخفض الكفار والأشقياء المتكبرين.
24. الرّافع: للأقدار بين أولياء الرجال، فهو يرفع عباده الطائعين بعبادتهم.
25. المعزّ: للمؤمنين بطاعته فيعطيهم القوة والغلبة والشدة لمن شاء.
26. المذل: للكافرين بعصيانهم.
27. السّميع: الذي لا يغيب عنه مسموع، ويحيط بجميع الأصوات الظاهرة والباطنة والخفية والجلية.
28. البصير: الذي يشاهد جميع الموجودات ويرى الأشياء كلها ظاهرها وباطنها.
29. الحكيم: الذي إليه ترجع الأمور والأحكام فيفصل بين الحق والباطل ولا راد لقضائه.
30. العدل: الذي ليس في ملكه خلل وهو الذي حرم الظلم على نفسه.
31. اللّطيف: البرّ الرفيق بعباده يرزق ويحسن إليهم.
32. الخبير: العالم بكل شيء باطن أو ظاهر.
33. الحليم: الذي لا يعجل بالعقاب فهو يمهل ولا يهمل.
34. العظيم: الذي لا تصل العقول إلى كُنه ذاته.
35. الغفور: غافر الذنب وقابل التوب.
36. الشّكور: المنعم على عباده بالثواب، ويتقبّل أعمال عباده ويُضاعف أجرها.
37. العليّ: الذي علا بذاته وصفاته عن مدارج الخلق.
38. الكبير: المُنزه عن الأوهام فهو العظيم الذي ليس كمثله شيء.
39. الحفيظ: حافظ الكون من الخلل.
40. المقيت: خالق الأقوات ومُقسمها والمتكفّل بإيصالها للمخلوقات.
41. الحسيب: الذي يكفي عباده حاجتهم.
42. الجليل: عظيم القدر بجلاله وكماله.
43. الكريم: الذي لا ينفذ عطاؤه.
44. الرّقيب: الملاحظ لما يرعاهم فهو المراقب لأحوال العباد ويعلم أقوالهم وأفعالهم.
45. المُجيب: الذي يجيب الداعي إذا دعاه والسائل إذا سأله.
46. الواسع: الذي وسع رزقه جميع خلقه.
47. الحكيم: المُنزه عن فعل ما لا ينبغي بجلاله وكماله، المحقق في تدبيره، اللطيف في تقديره.
48. الودود: المتحبب إلى خلقه محب لهم والمحبوب في قلوب أوليائه.
49. المجيد: الشريف في ذاته وأفعاله، والجزيل في عطائه.
50. الباعث: باعث الموتى للحساب.
51. الشّهيد: الحاضر الذي لا يغيب عنه شيء فهو العالم بالأمور ظاهرها وباطنها.
52. الحق: خالق كل شيء بحكمة.
53. الوكيل: الكفيل بالخلق القائم بأمورهم فهو الموكول إليه الأمور كلها.
54. القويّ: الذي لا يعجزه شيء وصاحب القدرة التامة البالغة الكمال.
55. المتين: الذي لا يُغلب ولا يحتاج إلى مدد وعون في إمضاء حكمه.
56. الوليّ: المحب لأوليائه الناصر لهم.
57. الحميد: المستحق للحمد والثناء.
58. المُبدئ: الذي بدأ الخلق وأوجده من العدم.
59. المعيد: الذي يعيد الخلق إلى الموت.
60. المحيي: الذي يحيي العظام وهي رميم.
61. المميت: الذي يميت الأجسام بنزع الأرواح منها.
62. الحيّ: المتصف بالحياة الأبدية.
63. القيوم: القائم بنفسه الغني عن غيره.
64. الواجد: الذي يجد كل ما يطلبه ويريده.
65. الماجد: كبير الإحسان والأفضال.
66. الواحد: المتفرد ذاتًا ووصفًا وأفعالًا.
67. الصّمد: المقصود بالحوائج، فهو المطاع الذي لا يقضى دونه أمر.
68. القادر: المتفرد باختراع الموجودات.
69. المقتدر: الذي يقدر على ما يشاء.
70. المؤخر: مؤخر الأعداء بالإبعاد.
71. الأول: السابق للأشياء.
72. الآخر: الباقي بعد فناء خلقه.
73. الظّاهر: بآياته وعلامات قدرته.
74. الباطن: المحتجب عن الأنظار والمطلع على الأسرار.
75. الوالي: المالك للأشياء والمتصرف فيها كيف يشاء.
76. المتعالِ: رفيع الدرجات ذو العرش المرتفع في كبريائه وعظمته.
77. البر: الذي يمنُّ على السائلين بحسن العطاء.
78. التّواب: يقبل التوبة من عباده ويعفو عن سيئاته.
79. المنتقم: الذي نخشى نقمته لقدرته وعظمته.
80. العفوّ: الذي يمحو الذنوب ويتجاوز عن السيئات.
81. الرّؤوف: شديد الرحمة بعباده.
82. 83. مالك المُلك: له التصرف المطلق وهو تعالى الذي ينفذ مشيئته في ملكه كيف يشاء وكما يشاء.
84. 85. ذو الجلال والإكرام: المنفرد بصفات الجلال والكمال والعظمة المختص بالإكرام والكرامة.
86. المُقسط: القائم بالقسط والمقيم بالعدل.
87. الجامع: الذي جمع الكمالات كلها ذاتًا ووصفًا وفعلًا.
88. الغني: الذي لا يحتاج إلى شيء.
89. المغني: المعطي لمن يشاء من عباده.
90. المانع: الذي يمنع البلاء حفظًا وعناية، ويمنع العطاء عمن يشاء ابتلاء وحماية.
91. الضّار: هو المقدر للضر لمن يشاء.
92. النّافع: المقدر للنفع ومالكه.
93. النّور: الهادي الرشيد الذي أرشد ونور قلوب الصادقين بتوحيده.
94. الهادي: الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، المبين لطريق الحق.
95. البديع: الذي لا يماثله أحد في صفاته ولا في أفعاله ولا في أحكامه أو أي أمر من أموره.
96. الباقي: الدائم الوجود الموصوف بالبقاء.
97. الوارث: من له ما في السماوات والأرض، رب كل شيء ووارثه ورازقه وراحمه.
98. الرّشيد: المرشد لأهل الطاعة، فأرشد من شاء بإرشاده وأشقى من شاء بإبعاده.
99. الصّبور: الذي يمهل وينظر ولا يعجل ولا يعاجل ولا يسارع وينزل الأمر بقدر معلوم.
أهمية معرفة أسماء الله الحسنى في ترسيخ الإيمان
تعتبر معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العليا عاملا مهما في ترسيخ الإيمان في نفوس العباد، وذلك من خلال ما يلي:
- تعلّم أسماء الله الحسنى هي أصل من أصول التوحيد والإيمان، فكلما ازدادت معرفة العبد بربه زاد إيمانه به.
- معرفة الله هو السبيل للتوكل عليه، فمعرفة الله ومعرفة أنه المسبب والخالق لكل شيء، وأنه متفرد بالنفع والضر والعطاء والمنع والإحياء والإماتة تجعل العبد يتوكل عليه ظاهرًا وباطنًا.
- معرفة الله تساعدنا على فهم وتدبر القرآن الكريم.
- معرفة الله تعالى سبب في محبته، و بالتالي تقوى المحبة على قدر قوة المعرفة، وإنّ قوة معرفة العبد لله تدعوه إلى محبته وخشيته وخوفه ورجائه ومراقبته وإخلاص العمل له وهذا منتهى سعادة العبد، وسبيل معرفة العبد لله هو معرفة أسمائه الحسنى.
أثر معرفة أسماء الله الحسنى على سلوك الفرد والمجتمع
إن معرفة الخالق تتأتى من خلال الإطلاع على أسماءه الحسنى وصفاته العليا التي استعرضها في كتابه وجعلها طريقا موصلا للتعرف عليه، فالرحمان يدل على سعة رحمته، والبارئ يدل على إيجاده للخلق من العدم، والمتكبر يدل على ترفعه عما لا يليق به، وهكذا في سائر الأسماء. وبعد التعرف على أسماء الله الحسنى والتشبع بمضامينها وترسيخ الإيمان بها، يجني المسلم والمجتمع من معرفة أسماء الله الحسنى ثمارا جلية، منها:
- دعاؤه سبحانه بأسمائه الحسنى مما يجعل المسلم مستجاب الدعاء.
- توحيد الله عز وجل وتعظيمه ومحبته والثناء عليه بأسمائه وصفاته.
- الإخلاص في العبادة وتمام الخضوع والخشوع لله وحده.
- تعلق القلب بالله وحده في السر والعلن واليسر والعسر وترك ما سواه.
- تمثل معاني هذه الأسماء في أخلاق المسلم وسلوكه.
- صلاح المجتمع وتوحيد أهدافه وقيمه وفق ما تدل عليه الأسماء الحسنى.
- كمال الخلق وحسن السلوك بتمثل معاني الأسماء الحسنى والإقتداء بها.
شاهد أيضا:
- كيفية الصلاة: شروط الصلاة و فرائضها و سننها
- صوم رمضان: شروط الصيام و أحكامه و فضله
- تعريف الحج: فضله، حكمه، شروط وجوبه، وقته و أركانه
و بهذا متابعي و زوار موقع المفيد نكون قد وصلنا لختام موضوعنا هذا و الذي خصصناه لأسماء الله الحسنى مكتوبة و كاملة، و كذا تفسير أسماء الله الحسنى و أثرها على سلوك الفرد والمجتمع؛ نتمنى أن يكون الموضوع قد نال إعجابكم، فلا تبخلوا علينا بمشاركته مع أصدقائكم لتعم الإفادة.
0 تعليقات