تعريف السنة النبوية و أقسامها ومكانتها
الشريعة الإسلامية هي ما شرعه الله عز و جل لعباده المسلمين من قواعد و أحكام في العبادات و العقائد و المعاملات والأخلاق؛ و تستمد الشريعة الإسلامية أحكامها من القرآن الكريم و السنة النبوية بدرجة أولى، تم يأتي بعد ذلك كل من إجماع العلماء و القياس و الاستحسان والمصالح المرسلة وسد الذرائع والبراءة الأصلية والعرف المستقر تم قول الصحابى. و في هذا الموضوع سنركز على ثاني مصدر من مصادر الشريعة الإسلامية ألا و هو السنة النبوية، فما هو تعريف السنة النبوية؟ و ما هي اقسام السنة النبوية، و ما هي مكانة السنه النبوية في الشريعة الإسلامية؟ فتابعوا معنا.
تعريف السنة النبوية لغةً و اصطلاحا؛
تعريف السنة النبوية لغة:
السنة لغة هي الطريقة و المنهاج و السيرة والسبيل، وكلمة السنة إذا أطلقت فهي تنصرف إلى ما هو محمود، وقد تنصرف إلى ما هو مذموم ولكنها تكون مقيّدة، كقول الرسول صل الله عليه و سلم: «من سن في الإسلام سنة حسنة، فعُمل بها بعده، كتب له مثل أجر من عمل بها. ولا ينقص من أجورهم شيء. ومن سن في الإسلام سنة سيئة، فعُمل بها بعده، كتب عليه مثل وزر من عمل بها، ولا ينقص من أوزارهم شيء».
تعريف السنة النبوية اصطلاحا:
السنة اصطلاحا هي كل ما ثبت عن الرسول صل الله عليه و سلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفات. أما علماء الحديث فقد عرفوا السنة بأنها كل ما فعله الرسول صل الله عليه و سلم ولم يدل على وجوبه دليل.
أقسام السنة النبوية:
تنقسم السنة النبوية إلى أربعة أقسام: سنة قولية و سنة فعلية و سنة تقريرية و سنة وصفية.
السنة القولية: وهي كل ما ورد من قول عن الرسول صل الله عليه و سلم، ومثال ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في ماء البحر: «هو الطهور ماؤه الحل ميتته»
السنة الفعلية: وهي كل ما صدر عن الرسول صل الله عليه و سلم من أفعال في التشريع، فليست كل أفعال الرسول صل الله عليه و سلم سنة يجب اتباعها، لهذا انقسمت أفعاله إلى ثلاثة أقسام :
1. ما صدر عنه من أفعال خاصة به : كوصاله الصيام في شهر رمضان، فكان يصوم ليومين أو أكثر من دون أن يأكل بينهما، لكنه كان ينهى أصحابه عن ذلك لاختلاف حاله عن حال غيره من الأمة.
2. ما صدر عن الرسول صل الله عليه و سلم بحكم بشريته كالشرب و الأكل و النوم ...، هذا النوع من الأفعال وإن كان لا يعد تشريعا إلا أنه وجد من الصحابة من كان يتبع أثره في ذلك محبة فيه، وحرصا على اتباعه.
3. ما صدر عن الرسول صل الله عليه و سلم وقصد به التشريع وهو نوعان : أفعال وردت بيانا لمجمل ما جاء في القرآن كقوله صل الله عليه و سلم «صلوا كما رأيتموني أصلي» و أفعال فعلها النبي ابتداءً، فعلى الأمة متابعته فيها والتأسي به، وكمثال عن ذلك قول عمر رضي الله عنه عندما كان يقبل الحجر الأسود في طوافه «إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك».
السنة التقريرية: وهي كل ما أقره الرسول صل الله عليه و سلم من أقوال وأفعال صدرت عن بعض أصحابه، و ذلك إما بموافقته وإظهار تأييده و استحسانه لها أو بالسكوت عنها وعدم إنكارها. و كمثال عن ذلك ما رواه أبو سعيد الخدري قال: «خرج رجلان في سفر وليس معهما ماء، فحضرت الصلاة فتيمما صعيدًا طيبًا، فصليا، ثم وجدا الماء في الوقت، فأعاد أحدهما الصلاة والوضوء، ولم يُعِد الآخر، ثم أتيا رسول الله صل الله عليه و سلم فذكرا ذلك له، فقال للذي لم يعد: «أصبت السنة»، وقال للآخر: «لك الأجر مرتين» »
السنة الوصفية : وهي تشمل ما حباه الله به من شيم نبيلة وما جبله عليه من أخلاق حميدة ، وتشمل هيأته التي خلقه الله عليها و أوصافه الجسدية. و كمثال عن ذلك ما رواه البخاري عن أنس بن مالك قال: « لم يكن النبي سبَّابا ولا فحَّاشا ولا لعَّانا»
مكانة السنة النبوية في الشريعة الإسلامية:
تكتسي السنة النبوية مكانة رفيعة ولها قوة تشريعية ملزمة، فهي تعتبر المصدر الثاني للتشريع في الإسلام من بعد القرآن الكريم، و ذلك لكونها مبيّنة للقرآن و مفصلة لمجمله و كمثال لذلك الصلاة و الزكاة، فقد ذكرتا في القرآن الكريم إجمالا و جاءت السنة النبوية لتبين أوقات الصلاة، وعدد ركعاتها وصفتها، وكذا أنصبة الزكاة ومقاديرها وشروط وجوبها؛ وفي السنة أحكام عليها جمهور المسلمين لم تأت في القرآن الكريم، كتحريم نكاح المرأة على عمتها أو خالتها، وفي السنة تخصيص لعموم محكم القرآن، والقرآن نفسه يرد إلى السنة، ويوجب على المسلمين أن يطيعوا الرسول صل الله عليه و سلم مصداقا لقوله تعالى ﴿ مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا﴾ [سورة النساء الآية: 80].
كما أن الله عز وجل حذَّرنا مِن مخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم مصداقا لقوله تعالى: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [سورة النور الآية: 63]؛ وبيَّن القرآن الكريم أن تعمُّد مخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم كُفرٌ؛ فقال سبحانه و تعالى : ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾ [سورة آل عمران الآية: 32].
- تعريف الوحي و أنواعه و صور نزوله
- تعريف الحج و فضله و شروط وجوبه و أركانه
- تعريف الإعجاز العلمي في القرآن الكريم و صوره
و بهذا متابعي و زوار موقع المفيد نكون قد وصلنا لختام موضوعنا هذا، و الذي خصصناه لتعريف السنة النبوية لغة و اصطلاحا و كذا اقسام السنة النبوية و مكانتها في الشريعة الإسلامية، نتمنى أن يكون الموضوع قد نال إعجابكم، فلا تبخلوا علينا بمشاركته مع أصدقائكم لتعم الإفادة.
0 تعليقات